الثلاثاء، 3 مايو 2011

المسألة الطائفية بين المواطنة والقَبَليّة ........!!!

مقدمة :-


عنوان قد يبدو غريباً ولكن عندما أتكلم عن الأحداث التي حدثت مؤخراً بمحافظة قنا لم أجد أفضل من هذا العنوان ليعبر عن أمور من الغريب أن تحدث في القرن ال21 وبعد ثورة غيرت وجه مصر داخلياً وخارجياً وبلد تتحرك ببطء وتحاول أن تضع أقدامها في اول طريق الديموقراطية والعدالة والحرية أو هكذا أامل أن يكون .....وبين احداث اعتمدت بجزء كبير علي القبلية والعصبية والفرز الطائفي .....ولنحاول أن نفكر قليلاً لعل وعسي من المراجعة وقراءة الأحداث تجاوز الأخطاء من اجل وضع ومستقبل افضل للوطن ككل .....

محافظة قنا :-


 تقع محافظة قنا فى جنوب مصر ضمن إقليم جنوب الصعيد، تحدها من الشمال محافظة سوهاج ومن الجنوب محافظة أسوان ( قبل أن تصير الأقصر محافظة ) ويحدها من الغرب محافظة الوادى الجديد ومن الشرق محافظة البحر الأحمر. وتقع مدينة قنا عاصمة المحافظة فى الجزء الشمالى من محافظة قنا على بعد 600كم تقريباَ جنوب القاهرة.

 تبلغ مساحة محافظة قنا 10798كم مربع، المأهول منها 1740كم مربع ويبلغ طول المحافظة 240كم شرق النيل، و240غرب النيل، ويبلغ تعداد المحافظة التقديرى لعام 2004م حوالى 2 مليون و800 ألف نسمة ( قبل انفصال الأقصر وإسنا وأرمنت عن قنا ) منهم 900ألف فى المناطق الحصرية والباقى فى الريف.


مناخ محافظة قنا قاري ، أى شديد الحرارة صيفاً ، وشديد البرودة شتاء ، وهو جاف طوال العام ونادراً ما يسقط المطر في محافظة قنا. وقد تصل درجات الحرارة في الشتاء إلى 6 درجات مئوية وفى الصيف إلى أكثر من 40 درجة مئوية. والرياح في قنا ـ في معظمها ـ شمالية شرقية. وتتعرض المحافظة أحياناً إلى السيول التي تنحدر إليها من مرتفعات البحر الاحمر. تلك العوامل الجغرافية مهمة لتأثيرها المباشر في حدة الطباع أحياناً والعنف أحياناً أخري الذي يظهر بأبناء تلك المحافظة ولا نستطيع أن نغفل العامل الجغرافي في بناء الشخصية القنائية .....وأغلب مساحات المحافظة عبارة عن صحراء او جبال .........والمساحة المنزرعة بالمقارنة بإجمالي المحافظة قليلة للغاية وتُزرع أغلبها بقصب السكر والقمح ....وتوجد عدة مصانع أغلبها منذ عهد الرئيس جمال عبدالناصر كمصنع الألومنيوم والسكر بنجع حمادي ومصنع السكر بقوص بالإضافة لمصنع ورق حديث المنشأ بقوص .......بالإضافة إلي السياحة حيث توجد بقنا أثار فرعونية ورومانية وقبطية وإسلامية منتشرة بمدنها المختلفة بالإضافة لبعض المهن التراثية كصناعة النسيج ( النول اليدوي ) والفخار والخزف ..........هذه بعض المعلومات المهمة قبل الدخول في تفاصيل العنوان لأنه بالرغم من كل تلك المقومات فالمحافظة تعاني من الفقر الشديد والأهمال وتفشي العديد من الأمراض ولم تحدث طفرة بها سوي في عصر اللواء عادل لبيب الذي استطاع أن يُسخّر كل تلك الإمكانيات وبخبرته السابقة الأمنية ( كان يعمل لفترة داخل جهاز امن الدولة بقنا ) يعلم التقسيمات العائلية والقبلية والطائفية فأستطاع أن يحدث طفرة حقيقية سرعان ما تجاوب معها المواطن العادي في الشارع..........
قنا قبل 25 يناير :-


محافظة صحراوية اهتمام الدولة بها ينحصر في مدينة الأقصر وإن المحافظة هي الممر والمدخل الرئيسي لمحافظة البحر الأحمر ......وكانت منفي لكل الموظفين المغضوب عليهم  بجهاز الدولة الإداري او الأمني ........ مستنقع لتفريخ الإرهاب في فترة الثمانينيات والتسعينات بسبب الفقر الشديد والإهمال من قبل الدولة وإنتشار ثقافة الثأر  ......بالرغم من أن من بين ابنائها اسماء لامعة في تاريخ مصر الحديث في كل المجالات ولكن لم تجد من يستطيع أن يلفت انتباه الدولة لها أو للصعيد عموماً  ....حتي  2 نوفمبر 1999 عندما أتي اللواء عادل لبيب محافظاً لقنا .........وبدأ في العمل وسط معارضة شديدة من المواطنين واصحاب المصالح ......ولكن كل تلك المعوقات حسمها فهمه الجيد لطبيعة قنا وناسها واستخدام سيف القانون وقوته علي المخالفين دون تفرقة أو تمييز وشخصيته القوية .....وعندما بدأت بوادر النتائج تظهر لرجل الشارع البسيط وعمل يوم كامل مفتوح للقاء المواطنين ورؤساء المحليات لإستقبال الشكاوي والحسم فيها مما  استمال الشارع القنائي له وبسبب مجهوداته الكثيرة التي عملها بقنا حصل علي لقب رجل العام في سنة 2001 من المركز الأمريكي للسير الذاتية وحصلت قنا علي جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للإدارة العربية " فئة التجربة الإدارية العربية المتميزة " لعام 2004 حتي يأتي عام 2006 ووصول اللواء مجدي أيوب كمحافظ لقنا الذي لم يستطع أن يحافظ علي ما صنعه سابقه أو حتي أن يُضيف إليه مما جعل رجل الشارع البسيط يتململ من عدم الشعور بأي إنجازات جديدة علي ارض الواقع حتي إنجازات سابقه التي غيرت وجه قنا بدأت في الإنهيار ولم يكن أحد يراه إلا في بعض المناسبات او الموالد أو الأعياد وكان حضوره هزيلاً للغاية سواء علي المستوي الإداري أو المستوي الشعبي ...................


تكليف المحافظين :-


لم تتمتع أي محافظة في أي وقت بإختيار محافظ او حتي تسميته وإنما كان الإختيار يقع من رئيس الجمهورية وفي الأغلب كان الإختيار يقع علي قيادات سابقة عسكرية وأمنية مع استثناءات قليلة من خارج تلك المؤسستين ويأتي التعيين كمحافظ أو كما يبدو لي علي الأقل مثل مكافأة نهاية الخدمة بعد خروج هؤلاء للمعاش وتعيينهم كمحافظين ........خلاصة القول ......لم يكن هناك أي إعتراض او استحسان من اي محافظة لأي محافظ تم تعيينه او نقله .....إلا في حالات قليلة للغاية وكانت في اغلبها تمسك بالمحافظ .......... 


ما الذي حدث بعد 25 يناير :-


بدأت الصحافة والتليفزيون تناول اخبار حركة المحافظين والتغييرات التي ستجريها الحكومة علي المحافظين ووصفت الصحافة تلك الحركة بالكبيرة وبدأت في شحن المواطن العادي الذي فاقت أحلامه واقعه وإمكانياته بعد ثورة يناير وظن أن التغيير يبدأ فوري بضغطه واحدة .........وفوجيء الجميع بحركة المحافظين بأن اغلبهم تم اختيارهم بنفس الطريقة القديمة واغلب الأسماء أتت من المؤسستين العسكرية والأمنية وقد أجد هذا الحل سهلاً في الإختيار خصوصاً بعد تجريف واقصاء اغلب الكفاءات الحقيقية في عهد العصر البائد فلم يجد من قام بالإختيار امامه سوي هؤلاء المحافظين بإعتبارهم الأكثر جهوزية للعمل الفوري وتنفيذ توجهات الحكومة الجديدة ولكن من الواضح أن التسرع في الإختيار واتخاذ القرار دون دراسة كافة الأسماء المطروحة دراسة جيدة ودراسة طبيعة كل محافظة أدي إلي التسرع في اتخاذ قرار تسمية المحافظين الجدد من اجل أن يشعر الشعب المصري برياح التغيير ومن الواضح أن متخذ قرار حركة المحافظيين اراد الحفاظ علي بعض التوازنات التي كان يعمل بها النظام القديم في إطار المسكنات المخدرة للمشاكل وتجميل وجهه القبيح امام العالم بأنه نظام مدني  حديث لا يفرق بين مواطنيه.........فوقع صاحب القرار في فكرة استبدال محافظ بمحافظ آخر ولكن بناء علي خلفيته الدينية وهذا في رأيي الشخصي الخطأ الأول في سلسلة الأخطاء التي تتابعت سريعاً ..........ونصل إلي محطة الإعلان عن تسمية اللواء عماد شحاتة ميخائيل كمحافظ لقنا.................


عماد شحاتة ميخائيل :-




  خريج كلية الشرطة ١٩٧٥ وعمل فى مديرية أمن القاهرة ٥ سنوات فى أقسام الشرابية والأزبكية قبل أن ينتقل إلى مديرية أمن الجيزة فى السبعينيات، والتحق بقسم الهرم وتولى منصب نائب المأمور، ثم مأمور القسم لعدة سنوات ثم ترقي لرتبة عميد ليتولي مساعد لفرقة غرب الجيزة وعمل بها سنوات ووصل إلى رتبة اللواء وعين نائبا لمدير الأمن لقطاع الجنوب وكان يحمل الرقم الكودى «م٣»، بينما يحمل مدير الأمن «م١» وحكمدار المديرية «م٢» ونائباه «م٣وم٤».. وكان حتى ١٢ أبريل الرجل الثالث فى مديرية أمن الجيزة واختاره اللواء منصور عيسوى، وزير الداخلية، يوم ١٢ أبريل لتولى مهام مدير الإدارة العامة للتهرب الضريبى،  واستمر ميخائيل مديراً للتهرب الضريبى لمدة ٥ أيام فقط وأُعلنت بعدها حركة المحافظين واُختير محافظا لقنا خلفا للواء مجدى أيوب.....هذا ما توفر من معلومات عن شخصية اللواء عماد شحاتة........


ماذا حدث بقنا ؟؟؟!!!!


بعد الإعلان عن اسم المحافظ بدأ التململ من الجميع من تكرار نفس السياسة القديمة في اختيار لواء شرطة وكان اجماع كافة الأطياف بأنه ليس من المعقول تكرار تجربة مجدي أيوب ثانية لواء شرطة غير معروف للشارع بقنا ( بعكس عادل لبيب فهو كان لفترة كبيرة يعمل بالمحافظة بفرع امن الدولة )  صحيح أن هذا ما كان ظاهراً من الجميع ولكن في داخل كل مجموعة كانت هناك اسباب أخري .........فالبعض يستنكر أن يتم تعيين محافظين لا طعم لهم ولا رائحة كمكافأة لنهاية خدمتهم  والبعض الأخر يستنكر أن تكون قنا كوتة وتجربة لمحافظين من خلفية قبطية ....والبعض الأخر يستنكر بأن المحافظ السابق كان دائما يضغط علي المواطنيين من خلفية مسيحية حتي لا يتهم بالمحاباة .......والبعض الأخر يقول ان المحافظ السابق في عهده كثرت الحوادث الطائفية بقنا بسبب انه يتعامل برعونة مع تلك الأحداث وليس بالحسم المطلوب ..........كثرت الأسباب والدوافع الحقيقية ........ولكن اجمع الجميع بدون اتفاق مسبق علي التعبير عن استنكار مثل هذا الأختيار بالنزول والتظاهر 


خرجت كافة الأطياف للتعبير عن رفضها وغضبها من الأختيار دون اتفاق مسبق ولكن بعد هذا الحدث تصاعدت مجموعة احداث انتشرت اخبارها منها خروج عربة خاصة بمرشح سابق لمجلس الشعب عن الحزب الوطني تحث الناس علي الخروج والتظاهر ضد المحافظ الجديد واقتراح احد رموز التيار الديني بقطع شريط السكة الحديد لمدة ساعتين والدعوة من خلال فصيل آخر ديني من خلال المساجد علي رفض هذا المحافظ المسيحي لأنه لا ولاية لمسيحي والبعض أشار إلي أن هذه الشخصية الدينية تكتب بإحدي الصحف المحلية والمدعومة من صحفي شهير ويرأس تحريرها اخوه والغريب ان من بين الكلام الذي أُثير أن علاقة هذه الشخصية الدينية بالمحافظ السابق ( المسيحي أيضاً ) كانت طيبة للغاية ......وبدأت الأحداث تأخذ طابعاً غريباً يبدو من خلال الشعارات إنه طائفي بأمتياز وهو في الواقع عبارة عن عصبيات قبلية قد أثار البعض كرامتها فكيف ترضخون لمحافظ آخر مسيحي يأتي لكم  وكأنكم تركة أو محافظة كوتة ........وبسبب أن اغلب محافظات الصعيد لم تشارك بفاعلية في ثورة 25 يناير إلا بمشاركات ليست ضخمة مما أثار انتقادات وصلت إلي حد كتابة شعارات مسيئة لبعض محافظات الصعيد مما أثار الجميع للخروج ..........وهذا سبب يوضع أيضاً في الحسبان لأنه قد يكون أثّر بطريق أو بأخر ...............ومع تكرار ظاهرة العربات التي تجوب المدينة بعضها يدعو للتظاهر ......وتصاعد الأحداث خصوصاً لأن مجلس الوزراء تعامل في البداية مع الأمر كأنه يحدث في مكان آخر من العالم أو كأن الأمور هادئة ولا يوجد شيء خطأ يحدث بقنا وكان هذا التصرف بمثابة استفزاز آخر  جعل رجل الشارع في وضع تحدي .....ومع استمرار الشحن من البعض هنا وهناك ...........خرج الوضع عن مجرد التظاهر والرفض إلي قطع الطرق الرئيسية وقطع شريط السكة الحديد ......وظهرت ظواهر غريبة للغاية عن المجتمع القنائي مثل رفع شعارات طائفية ضد ديانة المحافظ الجديد وخروج البعض في سيارات تهتف بتلك الشعارات وتظاهرات رفع البعض فيها علم المملكة العربية السعودية وكان هناك البعض وصل مداه من المغالاة بطلب بيعة أحد رجال الدين بدلاً من المحافظ في حالة عدم إقالته والبعض الآخر وصل لمغالاة شديدة حيث وضعوا كفن امام مبني المحافظة إشارة إلي تهديد المحافظ الجديد بالقتل وكل هذه الظواهر غريبة تماماً عن طبيعة رجل الشارع في قنا وبسبب مشاعر الشحن والتحدي واللا مبالاة من المسئولين  خرج أسوأ ما في داخل البعض إلي العلن ...........................


كل هذه الأحداث المتسارعة وضعت الدولة في مأزق حقيقي ......فأرسلت الدولة وزير الداخلية ووزير التنمية المحلية للتفاوض مع المتظاهرين ........وفشل اللقاء ...........ثم توسط الداعية الإسلامي صفوت حجازي والداعية محمد حسان أيضاً..........وجه الغرابة الحقيقي في الموضوع إنني أحد من  توقعوا  أن يكون من يأتي للتحاور لجنة تشكلها الحكومة الجديدة مكونة مثلاً من نقيب الأشراف بمصر ومن الشيخ الطيب شيخ الأزهر الشريف ( تتمتع عائلة الطيب بالقرنة بالأقصر بالسمعة الجيدة والإحترام من أغلب المواطنين ) والإعلامي فهمي عمر وبعض الشخصيات العامة والدينية التي تنتمي للمحافظة ولم تنقطع علاقتها مع اهلها بقنا  وهم كُثّر  .....ويتم عقد لقاء مع كبار العائلات والمسئولين والشخصيات العامة ومسئولي الأحزاب وشباب الثورة ......لكي يتم تفادي الخطأ الذي وقع في صاحب القرار بتسمية المحافظ ..........لكن كل هذا لم يحدث ......ووصل الوضع لمرحلة غاية في الخطورة بالفعل ...لأن تلك الفترة كانت تواكب عيد القيامة لدي المسيحيين ويكون الحضور في اغلب الكنائس كبيراً .....لكن الملاحظ في تلك الأحداث أن بعد ان وصلت الأحداث إلي مرحلة قطع الطرق فكان الغالبية ممن خرجوا في البداية للتظاهر ضد الأختيار الجديد  للمحافظ (كان من بينهم مواطنين مسيحيين ) رفضوا تلك الأحداث وانسحبوا بل هناك البعض ممن خرجوا في بداية المظاهرات حاولوا إقناع الذين يقطعون شريط السكة الحديد ولكن بائت المحاولات بالفشل ...............بدأت تلك الأحداث واللهجة الطائفية تخف بالتدريج قبل ليلة عيد القيامة بل طالب البعض بتشكيل لجان من اجل حماية الكنائس خصوصاً ان هناك بعض الأصوات النشاز التي تشددت في افكارها لدرجة غير مقبولة ......وعُلّقت اللافتات التي تهنيء بالعيد للأقباط وكان بعضها يحوي اخطاء املائية مثل تلك اللافتة التي بجوار احدي الكنائس الكبيرة بقنا .............
وقبل نهاية تلك الأحداث وقرار مجلس الوزراء بتجميد منصب المحافظ لمدة 3 شهور ....حدثت معركة بين طرفين وهم اهالي قرية الترامسة والحميدات بسبب خلاف علي ملكية اراضي في الظهير الصحراوي وكانت معركة بالأسلحة النارية الآلية وسقط قتيل او اكثر والعديد من المصابين والملفت للإنتباه أيضاً شيئين الأول هو قطع الطريق الشرقي ومدخل كوبري قنا الذي يربط بين قنا والطريق الشرقي وثانيهما أن هناك كلام كثير حول وجود اسم خلف تلك الأحداث من اعضاء مجلس الشعب .........


وبعدين......!!!!


طبعاً الكلمة دي هتيجي علي لسان اي واحد قرأ الكلام اللي فوق .........بعدين دي لازم نستفيد مما حدث علشان نعرف نتعامل بكرة علي اساس صح ......والخلاصة كالتالي ..........


1- قرار تسمية المحافظ :-


في ظل شرعية ثورة قام بها الشباب من أجل التغيير كان يجب في البداية دراسة جيدة لشخصية المحافظ ولطبيعة المحافظة ويُفضّل لو كان هذا المحافظ قد عمل سابقاً بتلك المحافظة وله علاقة جيدة مع اهلها ويتمتع بالسمعة الطيبة والنزاهة وبعد ذلك مناقشة قيادات المحافظة الشعبية والسياسية لمعرفة آرائهم ومحاولة إقناعهم ....والرد علي اي استفسار ....أو أن تقدّم القيادات الشعبية والسياسية قائمة توصيات بأسماء ترشحها المحافظة لهذا المنصب أو قائمة متطلبات يلتزم بها المحافظ الجديد في الشروع في تنفيذها في حالة كان الإختيار عن طريق الحكومة مع تشكيل لجنة مستقلة ومحايدة لمراجعة عمل المحافظ ومدي إلتزامه بالطلبات الشعبية للمحافظة وتنعقد دورياً علي فترات لمتابعة الإلتزام بالعمل والوقوف علي المشاكل التي قد تعرقل الجدول الزمني للتنفيذ ............


2- التظاهرات الشعبية والفئوية :-


من حق أي مواطن التظاهر وابداء الرأي فهذا حق كفله القانون وكافة القوانين والمواثيق الدولية وحق التظاهر حق اصيل لكل مواطن ولكن مع تشريع ضوابط منظمة لهذا الحق تحفظ للمواطنين حقهم في التظاهر وحمايتهم وكذلك تحمي مصالح الأخرين من التعطيل .....والحزم في مواجهة اي تجاوزات .........فقطع الطرق في ازمة قنا كاد أن يتسبب في كوارث بسبب قطع امدادات الوقود والغذاء والدواء من وإلي محافظات قنا وأسوان وباقي الجمهورية .......فالحزم في تطبيق القانون وعدم التمييز في التطبيق فمن أخطأ يستحق العقاب ...........هذا الحزم قادر أن يمنع أي تجاوزات تضر بالصالح العام ......


3- الحكومة :-


يجب أن تكون هناك هيئة تابعة للحكومة تتمتع بقدر من الإستقلالية تتحرك لتقصي الحقائق في أي ازمة وتعرض تقريرها وتوصياتها علي الحكومة ومجلس الشعب ورصد أي تجاوزات علي ارض الواقع ومدي مشروعية المطالب من عدمها ........ففي ازمة قنا لو تعاملت بسرعة مع بداية التظاهرات لتوصلت إلي حل وسط سريعاً دون الخسائر الإقتصادية التي حدثت بسبب قطع الطرق وعدم وجود حزم لمعاقبة المخطئين جعل البعض يتمادي في الأخطاء التي كانت قد تنذر بكارثة .....


4- أعلام الدول :-


رفع علم دولة شقيقة كالمملكة العربية السعودية في واقع الأمر يحدث كثيراً بالصعيد بسبب وجود صلة قرابة مع بعض القبائل هناك وكذلك هناك البعض يضع بدج علم السعودية علي العربات وأغلب اصحابها ممن عملوا بالخليج وعادوا في زيارات بسياراتهم او تملكوها .........ولكن استخدام العلم في مظاهرات قنا للأسف خرج عن كل تلك الأُطر ......مما يستدعي لفت النظر إلي إن استخدامه كان كشعار ديني ضد المحافظ وسلطة الدولة .......وهو شيء شديد الخطورة مما له من دلالات في غاية الخطورة علي مفهوم الدولة والمواطنة...............



5- النسيج الوطني :-


أخطر شيء يواجه مصر هو ملف النسيج الوطني كما افضل أن اسميه ........وفي ازمة قنا الأخيرة حدثت بهذا الملف تجاوزات كثيرة صحيح لم يحدث عنف موجّه نحو الأقباط ولكن استخدام هتافات وشعارات طائفية من الأمور الغير جيدة لأنها تترك جراح وترسبات في النفوس صحيح حدثت مبادرات كثيرة من العقلاء ولكن تظل محصورة في إطارها الفردي والشخصي وليس الشعبي والعام .......ومن الملاحظ ان بعد الثورة حدثت زيادة في وتيرة الأحداث الطائفية وقد يكون هذا الملف من التركات الثقيلة والمرعبة والحساسة للفترة القادمة فهذا الملف لم يعالج ولم يتم التعامل معه بأهمية منذ عصر الرئيس السادات بل كان يتم اسناده للأمن وهو ما زاد من اشتعال النار تحت الرماد بسبب الحلول المسكنة ............وهذا الملف إن لم يتم التعامل معه في إطار القانون وسيادة الدولة والمساواة الكاملة امام القانون سيفتح ابواب جهنم علي الوطن اعتقد انه آن الآوان للتعامل مع هذا الموضوع في اطار المواطنة والقانون ........يجب سن قوانين او تفعيل قوانين تعاقب ضد اي فعل يقوم علي التمييز الديني او الطائفي بل يجب محاسبة اي خطاب يقوم علي التحريض علي الآخر وعدم استخدام الجلسات العرفية فالقانون يجب ان يطبق علي الجميع دون استثناء ويعاقب المخطيء .......يجب ان يتم اصلاح التعليم وهذا هو الأهم علي المدي القصير والبعيد .......فبدون زرع قيم المواطنة واحترام الأخر في مراحل التعليم المختلفة سيظل الوضع علي ما هو عليه او كأننا نحرث في البحر ............







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق